الأحد، 17 يناير 2010

هل عبد السلام ياسين رجل دين أم عالم الأنساب ؟



هل عبد السلام ياسين رجل دين أم عالم الأنساب ؟
إن الحديث عن الأنساب في فكر عبد السلام ياسين يقودنا إلى خلاصة مفادها أن شيخنا الجليل لا يعتمد على مبدأي العقلانية و المنطق و التزام العلمية و الموضوعية عند تطرق الشيخ و "دراسته" لأصول الشخصيات التاريخية أو الجماعات البشرية التي اترت و تاترت في مجرى التاريخ بقليل أو بكثير إن المستقرئ لمواقف الشيخ والمتتبع
لكتاباته يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن" تأصيل" أو نسب الشخصيات المرموقة تاريخيا عند عالمنا إنما هي ردود لفعال عاطفية لا أساس لها من العقل و المنطق حيت انه يمكننا القول بلن ردود الأفعال هده في كثير من الأحيان تتحول عند شيخنا إلى وساوس و سفسطة غارقة في الخرافة و الأسطورة هكذا فادا كنا ننتقد الشيخ ياسين لا كشخص بل كفكر أو الأصح كتفكير و نعيب عليه إغفاله لعنصر العقل الذي دعا "الإسلام" إلى استخدامه وعلم المنطق الذي لا يمكن لأي دراسة كيف ما كانت أن تقوم لها قائمة بدونه قلت ادا كنا ننكر على فضيلة الشيخ هدا الأمر فانه لابد لنا ألا نسقط فيما سقط فيه الشيخ لدا ينبغي لنا الاستدلال بعقلانية و علمية عما نقول لو ندعي وهنا نورد مثال ادعاء الشيخ وزعمه بأنه ليس بإمكان لي امازيغي أن يثبت أصله و نقاءه لب عن جد و دلك في كتابه "حوار مع صديق امازيغي" الملء بالمغالطات لا مجال لذكرها هنا زاعما في دلك قدم الإنسان الامازيغي و توغله في عمق التاريخ القديم ونضرا للتطورات التاريخية الحاصلة في شمال ايفريقيا و الهجرات البشرية فان نجد شيخنا يحرم على الناس الامازيغ انتسابهم إلى أجدادهم بدعوى إما التطور التاريخي و تاتيره على الامازيغ إما بدعوى اختلاط الأنساب و بعلاقة الطاهرة مع شعوب مختلفة نجد ياسين في المقابل يثبت بما ل لايدع مجالا للشك أو حتى"مجرد التفكير في الشك" بأنه بربري ينتسب إلى الدوحة النبوية وهو تناقض صارخ ففله ياسين أو تغافله فكأن التطور التاريخي و مجريات الاحدات لم تاتر في" آل ياسين" قيد أنملة فكيف لياسين أن يثبت أصله البربري و كيف له في نفس الوقت أن يؤكد نسبه الشريف؟؟ هنا نسجل تناقضا آخر وهو انه من غير المنطقي و من المستبعد جدا أن يكون هناك شخص يكون بربريا و في نفس الوقت "شريفا" هدا ما حدي بنا إلى الحكم على أقوال ياسين بكونها مجرد ردود أفعال عاطفية لا غير. ردود أفعال تحرم" الانتساب "على أبناء مازيغ على حد قوله إلى أجدادهم بدعوى إن دلك دعوة إلى الانشقاق و بدعوى استحالة و عدم إمكانية دلك. في مقابل الانتساب إلى العروبة أو الدوحة النبوية التي تضمن الوحدة و الاتحاد.و الحقيقة إن ياسين في دعوته السياسية إنما يسير على من سبقه من الملوك و الخلفاء الدين تعاقبوا على الحكم المغرب.اد يعتبر الانتساب إلى آل البيت الأصح إلى قبيلة قريش مقوما أساسيا وضروريا لاكتساب المشروعية لتبوأ مقاليد الحكم هدا النسب أي "النسب الشريف" هو الذي يجعل الحاكم أو"الشخص المرشح لتولي القيادة " بعيدا عن كل خطئ و معصوما من كل زلل و يرفع بيه إلى مستوى التقديس و التعظيم أما ادعاء عبد السلام ياسين انتسابه إلى البربر فلغاية عاطفية كذلك تتمثل في استمالة و كسب ود أبناء مازيغ و الظهور بمظهر المساواة و العدل بين الامازيغ و "العرب" حتى في النسب و كان حضرة الشيخ يقول "هلموا يا لبناء مازيغ ففي قطرة من دماءكم و هلموا يا معشر العرب فانا من أشرافكم .وأين لعبد السلام أن يثبت دلك و هو صاحب نظرية" اختلاط الأنساب وعدم الأحقية في الانتساب"


في كتاب "حوار مع صديق امازيغي " (ركزنا على هدا الكتاب لما يحمله من تناقضات فيما يتعلق بالأنساب و الانتساب )


نجد عبد السلام ياسين ميالا إلى إلحاق كل الشخصيات الامازيغية التي حفرت أسماءها بدهب في التاريخ إلى العرب أو الدوحة النبوية


هنا نجده نسب محند بن عبد الكريم الخطابي إلى عائلة عمر بن الخطاب دون أن يطلعنا كيف توصل إلى دلك وفي أي مرجع قراه ؟ أما موحى احموا أزايي فينتسب حسب عالمنا المتخصص في علم الأنساب إلى الدوحة النبوية الشريفة ؟ انه فعلا من العجب العجاب أن ننتسب قائد و بطل قبائل زيان الامازيغية الحافرة في أعماق التاريخ في شمال إفريقيا إلى الدوحة النبوية ربما و على سبيل الافتراض لا الجزم حتى لا نتساوى مع الشيخ في تأكيد الأنساب _لو لا يزال موحى احموا حيا لأنكر نسبه إلى آل البيت ؟أما محند بن عبد الكريم الخطابي الورياغلي الريفي الذي كان أحسن حالا من وحمو باعتباره رجل علم فلم يصلنا حسب ما طلعنا عليه تأكيده الانتساب إلى عمر بن الخطاب أو لغيره اللهم في كتابات شيخنا الجليل إن استحضار هدين المثالين (موحى وحمو و الخطابي ) يثبت بالملموس ما أكدناه سابقا بكون أقوال و مواقف ياسين ما هي إلا ردود أفعال عاطفية ليس إلا و إلا فلماذا يختار من الشخصيات ما يحلو له فقط ليلحقها إما بالعرب أو آل البيت ؟ الجواب عن هدا السؤال لا يتطلب كثير جهد و جزيل عناء فموحى و حمو و الخطابي و من لا يعرفهما لا تخفى مكانتهما لدى الامازيغ عامة كما لا تخفى على العالم مقاومتهما الشرسة للاستعمارين الفرنسي و الاسباني لدلك ارتأى ياسين ضمهما إلى خانة العرب الشرفاء الفضلاء النبلاء حتى لا يسبقه احد إلى ضمهما إليه,في مقابل امازيغ كهنة وثنيون متمردون سقاء لا أصل و لا فصل لهم وفي أحسن الأحوال ينسبون إلى الرومان و الفينيقيين .


حصاد القول لا يسعنا إلا أن نقول انه لمن السفسطائية و البراغماتية إلحاق الناس بغير ما يرضونه لأنفسهم أو ما كتبوه هم بأقلامهم أو تحدثوا بيه بأفواههم , و التناقضات الشارخة في أقوال ياسين تدعونا إلى التأمل و التروي عند الحديث عن موضوع الأنساب و الأصول الذي لا يتأتى حتى لعلماء الأنساب تأكيد أو نفي انتساب شخص إلى عشيرة أو قبيلة أد يبقى نسب الشخص حسب هؤلاء العلماء مفتوحا على كل الفرضيات , و تبقى الفرضية هي المبدأ عند هؤلاء العلماء لا الكاتبات أو النفي كما عند ياسين,إما هدف شيخنا واضح وهو إلحاق كل ما هو جميل و نبيل بالعرب و دفع الخطأ و كل ما هو قبيح عنهم و كأن العرب أصبحوا هم شعب الله المختار أو هم أحبة الله و كأن أصول الناس جميعا إنما تعود إلى جدع اسمه "العرب" ,فما أصل العرب يا عالمنا؟ و كيف لك أن تنسب الناس و تنسب لنفسك لمن نشاء بل و تثبت دلك ثبوتا غير شرعيا و تحرم على الناس الانتساب لمن شاءوا تعتبر دلك من المستحيلات ؟؟ أم انه مستحيلا لديهم ممكن متاح لك ؟ تم متى صرت عالم انساب ؟ و متى نصبك موحى احموا أو الخطابي أو الامازيغ لتقرر في أصولهم ؟ يكفيك أن تقرر في نسبك ودع عنك الناس يقررون في أنسابهم أما أنا _و أعود بالله من قول أنا –فأقول لك يا شيخي العزيز انه لا يهمني ما كانت عليه أكنت يهوديا عبريا أو مسيحيا امازيغيا أو مسلما أو مجوسيا ,ما يهمني هو ما أنا عليه الآن أنا امازيغي أحب من أحب و كره الكارهون , و موحى احموا و الخطابي عند مقاومتهم كانوا امازيغيين و لم يدعوا أنهم امازيغ شرفاء بالمعنى النبيل للشرف و الفضيلة بعيدا عن أي استغلال للانتساب للبيت الشريف أو غيره من بيوت قريش ثاروا ضد الظلم و الاستبداد و الطغيان دافعهم إلى دلك قناعتهم بعدالة قضيتهم و تربيتهم الامازيغية التي أساسها الحرية و عدم الانصياع لكائن من كان ,وكذلك فعل قبلهم "ميس ن ايزا ,ماسينسا" و "يوكرتن " و"يوبا "و "كسيله "و"تيهيا" وكدالك يفعل حفدتهم اليوم في مقاومة شرسة للمد ألتعريبي القومجي الغاص ’دافع موحى أوحموا و الخطابي عن الأرض و الإنسان و الحرية و لم يدافعوا قط لا عن العروبة و لا عن النسب الشريف بل أن شيئا من دلك لم يكن يهمهم ,حتى أن الخطابي كتب نشيد جمهوريته الريفية بالامازيغية أما رايته فوشمت بنجمة سداسية محاطة بهلال مما يثبت التعايش السلمي بين اليهود و المسلمين الامازيغ طيلة قرون دون إقصاء لأي طرف من الإطراف في مجتمع أساسه المساواة و العدالة و الإخاء بعيدا عن أي استغلال سياسوي للدين أو النسب الشريف لكسب المشروعية أنما مشروعيته مستمدة من روحه الثائرة ضد الظلم الناشدة للحرية و لم يكن يهمه إن كان خطابيا أو قريشيا ولم يعر دلك أدنى اهتمام و هدا ما ينبغي لشيخنا الفاضل أن يستوعبه.أما نحن فيمكننا اعتمادا على العلمية و الحجة أن ننسب عبد السلام ياسين إلى تلك العقليات التي وصفها الاستاد "محمد شفيق" في كتابه "لمحة عن ثلاثة و 30قرنا من تاريخ الامازيغيين" إلى العقلية المصادر لكل ايجابيات التاريخ الامازيغي لفائدة عناصر غير امازيغية وربط سلبيات الماضي بالبربر و إن كان شيخنا في كثير من الأحيان يتعرف بالدور التاريخي الكبير الذي لعبه الامازيغ في شمال إفريقيا فلغاية في نفسه حيت يربط دائما مقاومة و نضال الامازيغ بالدين و كأن الدين اسبق من كينونة و إنسانية الإنسان الامازيغي و عفويته و تلقائيته في الانطلاق في المقاومة ضد الاستبداد و الطغيان و الظلم و الجشع و التسلط في مقابل الحرية و المساواة و العدالة و النبل و الكرم و الافاء بالعهد التي جبل عليها الإنسان الامازيغي بغض النضر عن ديانته عبر مر العصور و كأن لسان حال الامازيغ يقول "الإنسانية أولا" في مقابل "الصلاة أولا" عند ياسين.

(القبوري محمد) المعتوب لونس


مناضل الحركة الثقافية الامازيغية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق