يتجسد هذا الشعار في محاولة نسب كل شئ اليهم حتى وان اثبتت مختلف العلوم من تاريخ وجغرافيا عكس ذلك فتارة يصفون بلاد تمازغا بالمغرب العربي وتارة يسمون الخليج المعروف تاريخيا باسم الخليج الفارسي عربيا,ومرة تجدهم يحلمون بشئ اسمه العالم او الوطن العربي ,ومرة ينسبون اجود الخيول اليهم ويمنحونها جواز سفر وجنسية عربية. الله اكبر ماهذا المقام!!!الامراذن عزيزي القارئ يتعلق بعقدة نفسية دعونا نسميها
عقدة حب السيطرة وحب الذات والاعتقاد بالتفوق والواقع ان العكس تماما هو الحاصل؛فعقدة النقص والاخفاق في مختلف مناحي الحياة هي السبب في احساس العرب بهذا التفوق الزائف والخيالي,وحتى لانتحدث عن فراغ دعوني اعطيكم امثلة بسيطة لهذا الفشل ولكم ان تحكموا؛من هذه الامثلة عزيزي القارئ والتي لاتخفى عليك طبعا تهافت دول الخليج على شراء ابطال افارقة من السودان والصومال وكينيا ... ومنحهم الجنسية, بل والطريف في الامر تغيير اسماء بعضهم لكي يصبحوا عربا بالقوة؛ انها الجاهلية التي لاتزال وفية لموطنها ,هذه الجاهلية هي الوحيدة المظلومة والمحرومة من جنسيتها العربية,العرب يعتقدون انهم بالمال وحده يمكنهم تجاوز اخفاقاتهم وفشلهم في مختلف ميادين الحياة,فهم يدفعون ملايير الدولارات لشراء لاعبين شيوخ من اروبا وهم اذ يقدمون على ذلك ينسوا اويتناسوا ان العيب فيهم فالمال وحده لايكفي لصنع ماعجز عنه العقل, العقل هو من يصنع المال وليس العكس..يقودني كل هذا الى فكرة اساسية هي مادفعني في الواقع الى الخوض في هذا الموضوع وهي ما يمكن ان نصطلح عليه بعقدة حب الاحتكار;فكلما حل كأس افريقيا أو كأس العالم تتسارع القنوات المجنسة عربيا إلى شراء حقوق البث ولايهمها في ذلك سوى الربح المادي ضاربة بذلك عرض الحائط حقوق الملايين من الناس في المشاهدة والفرجة الكروية،كيف لا ومالكو هذه القنوات لايفقهون في كرة القدم قيد أنملة؟!! فكيف لهم أن يدركوا أهداف ومقاصد هذه اللعبة الجميلة والشعبية التي تعتبر بحق أفيون الشعوب؟!!هذا الحرمان ينضاف الى الحرمان و الفقر المدقع الذي تعاني منه شرائح واسعة من مجتمعنا;فهذا شاب يقف وصديقه وهما خجولين من نفسيهما لمتابعة مبارة تونس زامبيا وهما لايملكان حتى ثمن فنجاني قهوة, فكيف لهما أن يشتريا البطائق المشفرة التي قد تصل ألف درهم في ظل تناسل قنوات الجزيرة وتلك حكايةأخرى؟! تلك قصة شابين من ضمن ملايين الشباب المغاربة الذين تكتظ بهم جنبات المقاهي ـ أقول جنبات المقاهي وليس مقاعدها ـ لمتابعة مباريات كرة القدم.تحضرني هنا حكاية زيارة مالك قناة ـ أرت ـ للمغرب وقد صادف ذلك كأس إفريقيا بتونس;حيث أجرت معه جريدة الصحيفة حوارا حول شراء قناته لحقوق بث كأس إفريقيا بأثمان خيالية وحرمان الجماهير الافريقية من مشاهدة عرس هو من صنع نجومها فأجاب أخونا في الإسلام والذي جاء إلى المغرب على متن طائرة خاصة،أجاب بالحرف~انالاأملك جمعية خيرية~ وأضاف أن كرة القدم أصبحت تجارة!!! فماعسنا نقول لهؤولاء؟؟ وماذا سيغني إذا قلنا أن الهدف الأسمى والنبيل لكرة القدم هوتحقيق التقارب والتعارف بين الشعوب والتربية على التنافس الشريف, ثم بعد ذلك تأتي الفرجة والترويح عن النفس على الأقل لمدة تسعين دقيقة!!إن عقلية مالك ـ أرت ـ وأمثاله لايؤمنون بشعار ـالرياضة تهذيب للنفوس ـ بل عقيدتهم أن ما لايباع ولا يشترى حرام!!! من هنا ننادي كل الأبطال العالميين من أمثال مارادونا ـ الذي ينصب نفسه في كثير من الأحيان مدافعا عن حقوق الفقراء ـ والنجم العالمي بولي وبلاتيني وغيرهم ممن أمتعوا العالم في وقت لم يكن العرب قد ولجوا بعد عالم كرة القدم،قلت نناشد كل هذه العقليات الرياضية أن تتدخل لوقف هذا النزيف من الإحتكار الممارس من طرف شرذمة من العقليات المتحجرة التي لاتعرف إلى كرة القدم مدخلا ولا بابا،فالنجوم هم من يقدمون الفرجة والمتعة لملايير الناس وليس مالك قناة الجزيرة أو ـ أرت ـ فإذا لم يتم توقيف هذه المهزلة فإن كرة القدم ماضية في فقدان شعبيتها وبريقها الذي كانت تتمتع بهما حتى في الأيام حيث كانت الشاشة بدون ألوان ،فشتان بين كأس العالم في الثمانينات والتسعينيات وبين كأس العالم اليوم رغم توفر التكنولوجيا المتطورة.فأين أولئك النجوم الكرويون العباقرة الذين يعرفهم ويتابعهم العالم صبيانا وشيوخا، أغنياء وفقراء;حيث تذوب الفوارق وتحطم كل الحدود ويصبح كأس إفريقيا أو كأس العالم شعارا للحب والسلام والعدالة والتعايش والحرية وكل المعاني الإنسانية النبيلة،ففي أقصى قرية تجد صبية وكهولا وشيوخا محلقين حول شاشة بيضاء ساعات وساعات وطيلة أيام المنافسات بدون كلل ولا ملل وعندما تسألهم عن لاعب ما ولو كان من أقصى الأرض تجدهم يعرفون عنه أدق التفاصيل.شتان بين أيام زمان أيام كان للرياضة عامة ولكرة القدم خاصة عزها ومجدها قبل أن تعرب فتخرب،إن شعبية كرة القدم رهين بكلاسيكيتها وتسخيرها لخدمة القضايا الإنسانية بعيدا عن المتاجرة والإحتكار،أما ـ العرب ـ فلهم أن يدركوا أنهم لكي يتقدموا ويتطوروا فعليهم أن يستثمروا أموالهم في تغيير ما يسمونه العقل العربي،أما أحد المزاليط الشغوفين بكرة القدم فيقول; الله ياخد فيهم الحق،هذا المزلوط يدعى مصطفى ملو ومن معه.
مصطفى ملو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق