الجمعة، 5 مارس 2010

الحركة الامازيغية و مشروع تمزيغ الفكر الاسلامي


 مقدمة متواضعة
ان مناسبة عيد المولد النبوي الشريف جعلتني افكر في تناول هذا الموضوع الهام لان الامازيغيين عبر تاريخهم الغابر امنوا برسالات الانبياء عليهم السلام و اعطوا احسن النماذج لمفهوم الاعتقاد و مفهوم الاجتهاد الديني على الدوام.

ان العلاقة بين الامازيغية و الاسلام  هي علاقة قوية بحيث لا احد يستطيع انكار التاريخ و العمران الامازيغي المنتشر في المغرب الكبير و اسبانيا و اقصد هنا المساجد و الزوايا الصوفية و المدارس القرانية الخ
ان الهوية الامازيغية بدون مبالغة تعتبر حامي الاسلام  في المغرب منذ الفتح الى الان و  ستكون ضمانا لحداثة الاسلام المغربي.
 غير  ان هناك فكر ايديولوجي معروف اخذ منذ
عقود يحطم كل ما هو امازيغي و ينفي عنه صفات التقوى و الزهد و الدفاع عن الوطن بل اتهمه بالتنصير و العمالة للاجانب في كل حين او زمان ...
مدخل الى موضوعنا
منذ اواخر عقد الستينات من القرن الماضي ظهر وعي جديد مرتبط باحياء الهوية الامازيغية بكل تجلياتها الثقافية و الحضارية و الدينية بحيث ان الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي ادركت بان هناك حيف كبير تجاه التراث الديني للامازيغيين و هو ضخم لا حدود له و اليكم ما حققته هذه الجمعية المناضلة في سبيل انجاز مشروع  تمزيغ الفكر الاسلامي قصد نشر مبادئ هذه الرسالة بلغة اغلبية الشعب المغربي .
بداية المسار

ان الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي قررت في اول الامر جمع الانتاج الامازيغي الديني الذي يتكون من كتب حول الفتاوى و النصوص و الشروحات الفقهية و هذه الاخيرة تتوفر على رصيد مهم مما جعل الجمعية تفكر بشكل صريح في وضع مخطط هادف الى تحقيق بعض المخطوطات الثمينة و الموجودة في خزائن المدارس العتيقة او في ملك الاسر الخ.
ان من  بين هذه المخطوطات مخطوط خاص بالفقه المالكي للمرحوم سيدي محمد اوعلي اوزال حولته الجمعية الى كتاب صدر سنة 1977 بفضل مجهودات المرحوم العلامة عبد الله الجشتيمي باعتباره واحدا من خريجي القرويين و كذا المدرسة العتيقة ب ئمي ن اوكشتيم , و كما قام كذلك في نفس الاطار بتهييء كتاب العمل السوسي الذي هو في جزأين اصدر الجزء الاول في سنة 1984 ادركته الوفاة قبل اصدار الجزء الثاني ,
و يحكي الاستاذ اخياط في كتابه الامازيغية هويتنا الوطنية عن واقعة حدثت بعد صدور الجزء الاول من العمل السوسي تفسر الى حد كبير معاناة مناضلو الجمعية
مع اصحاب الفكر الاحادي  حيث تدخل المرحوم المكي الناصري الذي يعد من فقهاء الحركة الوطنية و كان انذاك رئيس المجلس العلمي للرباط و سلا,
و تدخل هذا الفقيه لدى العديد من المسؤولين بهدف منع هذا الكتاب بل ذهب بعيدا حيث طالب بحرقه و محاكمة صاحبه ,
و بعد ذلك قامت الجمعية باتصالات بلغت الى علم الجنرال مولاي حفيظ العلوي مدير التشريفات الملكية الذي حسم المشكل بعد ان تأكد ان الكتاب لا يمس المقدسات في ذلك الوقت.
كان حلم الجمعية انذاك هو ترجمة القران الكريم الى لغتنا الام بحكم مجموعة من العوامل يطول شرحها في هذا المقام .
 و يعتبر الاستاذ امحمد العثماني اول مرشح للقيام بهذا العمل العظيم حيث كان من العلماء الفاعلين داخل الجمعية إذ أنهى رسالته الجامعية في موضوع ألواح جزولة و التشريع الاسلامي بدار الحديث الحسنية سنة 1976 تحت اشراف الاستاذ المرحوم علال الفاسي المعروف بمواقفه الواضحة تجاه الامازيغية.
انني قرات كتاب الواح جزولة و كشفت ان هذا الفقيه جاء قبل وقته بحكم ان هذا الفقيه كان يعترف بوجود هذا  المكون  الثقافي و يعد بحثه مرجع اساسي لدراسة العرف الامازيغي و علاقته بروح الاسلام و شريعته الموقرة.
و لم يكد الاستاذ العثماني ان ينتهي من مناقشة رسالته الجامعية  حتى اقترحت عليه الجمعية في شخص رئيسها المناضل و المرحوم عبد الله الجشتيمي القيام بترجمة القران لما هو معروف عنه من نبوغ في العلوم الدينية و في اللغتين العربية و الامازيغية ,
و لم يتردد الاستاذ العثماني في قبول هذه الفكرة بل قدم للجمعية نموذجا لذلك بترجمة البسملة الى الامازيغية .
غير ان  الظروف السائدة في ذلك العصر لم تكن تسمح بظهور الامازيغية كثقافة وطنية ذات بعد ديني .
و امام تلك الظروف اضطرت الجمعية الى تاجيل هذا المشروع الكبير الى ان يتوفر المناخ المناسب لكن الاستاذ العثماني ادركته الوفاة رحمه الله.
و في عقد التسعينات قررت الجمعية ادخال مشروع تمزيغ الفكر الاسلامي ضمن عملها الثقافي و بادرت على اقتراح الفكرة على عضوها البارز في المجلس الوطني انذاك الاستاذ الكبير و الشاعر الامازيغي المعروف الحسين جهادي ابن قبائل ايت باعمران ,
ولد هذا الاخير في سنة 1943 بمدينة الدار البيضاء مثلي و تلقى تعليما دينيا بالمدرستين العتيقتين الاولى هي مدرسة تنالت و الثانية هي مدرسة ئمي ؤكشتيم و ثم تابع دراسته بمعهد محمد الخامس في تارودانت ليلتحق بعد ذلك بكلية الاداب و العلوم الانسانية بالرباط فتخصص في فن التاريخ كما سماه ابن خلدون .
و يقول الاستاذ اخياط في كتابه ان الاهتمام العفوي للاستاذ جهادي بلغته و ثقافته الام كان سببا كافيا لاصداره ديوانا بالامازيغية يحمل عنوان تيماتارين أي العلامات , و بعد هذا العمل مباشرة اقترحت عليه الجمعية القيام بانجاز السيرة النبوية باللغة الامازيغية تاغاراست ن ؤرقاس ن ربي الصادرة عن منشورات الجمعية سنة 1995 كتمهيد اولي لعمل كبير كان ينتظره الا و هو ترجمة القران .
و تم الاعلان رسميا عن هذه الترجمة بمناسبة المؤتمر الحادي عشر للجمعية سنة 1999 ببوزنيقة و قوبل هذا الاعلان في حينه بكثير من المواقف المختلفة .
و في سنة 2004  تحقق حلم الجمعية الكبير بخروج كتاب ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية الى حيز الوجود لياكذ ان الحركة الامازيغية لا تعادي الاسلام و لا تسعى الى الالحاد بل  تسعى الى  تحديث الاسلام و رد الاعتبار لبعدنا الديني الذي مازال يحتاج منا الى البحث و جمع كنوزه  الخ..
و في هذا الاطار قررت كتابة كتابي البعد الديني لدى الامازيغيين حقيقة ام خرافة و انني حاليا في مرحلة جمع المعطيات و المعلومات حول عدة مواضيع كالمدارس العتيقة بسوس و فقهاءها المعروفين و موضوع تاريخ السلفية في المغرب الخ ثم موضوع فن الروايس و اسهاماته الضخمة  في نشر الاسلام كاركان خمس و كفضائل ....
المرجو الاتصال بي عبر هذا العنوان قصد تقديم المعلومات المطلوبة و انني ارحب باساتذتنا الكرام و من له معرفة نافعة
المهدي مالك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق