الثلاثاء، 16 مارس 2010

فاطمة تاباعمرانت سيدة الطرب الامازيغي بامتياز

  مقدمة مفيدة
بمناسبة اليوم العالمي للمراة يشرفني  ان اسافر معكم الى الكلمة الهادفة و الى احضان اصالتنا التقليدية عبر تجربة فنانة دخلت الى الميدان الفني و هي بنت 20 سنة متحدية بذلك كل الاقاويل المعادية لخروج المراة الى مجال الغناء او التمثيل الخ بحكم... مجموعة من العوامل المتعددة مثل النظرة السلبية تجاه الجنس اللطيف خصوصا في العالم القروي و توظيف الدين بشكل يعادي المراة و مشاركتها  في الحياة العامة بكل تفاصيلها بل يضع  لها قيودا تمنعها من الاسهام الفعلي في تحقيق مشروعنا الديمقراطي الحداثي .
ان هذه الفنانة رسمت مسار كبير في ساحة الاغنية الامازيغية على الصعيد الوطني
باعتبارها  امنت منذ انطلاقتها  بان المجتمع الامازيغي يحتاج الى نشر الوعي بمختلف ابعاده عوض التركيز دائما على شعر الغزل بمعنى انها شعرت باهمية رسالتها الفنية و عمق مسؤولياتها تجاه الجمهور الامازيغي بمختلف شرائحه و المعروف عندنا في سوس ان معظم الروايس القدامى تركوا قصائد خالدة لم تموت بوفاة اصحابها بل استطاعت ان تعيش بينما اليوم تموت قصائد و يعيش اصحابها .
غير ان هذه الفنانة لا  تنتمي الى هذا النوع كونها تمثل الرقي و الواقع في الاغنية الامازيغية .
و هذه الفنانة هي الرايسة  فاطمة تاباعمرانت و هي العضو في المجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية.
وظائف شعر  تاباعمرانت  العديدة
حقيقة ان الفن الامازيغي في سوس يملك  وظائف مركزية داخل المجتمع فمنذ قرون انطلق الوعي بقضايا الشعب انذاك مثل ترسيخ العقيدة الاسلامية و مناهضة  الاستعمار و مقاومته بالسلاح و الكلمة الهادفة في ذلك الحين..
بعد الاستقلال ظهر جيل اخر من الروايس بهموم تختلف عن الجيل الاول و يكفي ذكر في هذا المقام الحاج البنسير كنموذج لرصد الواقع السياسي و الاجتماعي في مغرب سنوات الرصاص.
ان تاباعمرانت دخلت الى هذا الميدان سنة 1983 بعد ظروفها القاسية مع اسرتها و تعلمت الغناء على يد العديد من الروايس  مثل جامع الحاميدي و بلفقيه و سعيد اشتوك و اخيرا الحاج البنسير .
و كانت تاباعمرانت طيلة تلك المدة تغني قصائد انعيبار خصوصا مع بلفقيه و هذه القصائد تدور حول المواضيع الاجتماعية مثل العلاقة من بين الرجل و المراة في ذلك  الزمان حيث ان معظم الروايس و الرايسات يمارسون هذا الشعر الحواري بهدف الفرجة و ارسال رسائل الى جمهورهم و هذا الشعر استطاع ان يضمن الاستمرارية الى اليوم كونه يناقش قضايا الساعة اجتماعيا مثل صدور مدونة الاسرة الخ..
لعل وفاة الحاج البنسير سنة 1989 جعلت بعض تلاميذه يفكرون في حمل مشعل الدفاع عن افكاره النضالية و عن نصائحه الدينية و من بين هؤلاء التلاميذ فاطمة تاباعمرانت التي اسست فرقتها في بدايات التسعينات بخطاب شعري متميز  يرفض قصائد الغزل بصفة نهائية و يهتم  بقضايا مجتمعنا الجوهرية و بالارشاد الديني خصوصا تجاه المراة الامازيغية.
كانت اول قصائدها بعد انطلاقتها الرسمية عبارة عن شرح ظروفها الصعبة التي عاشتها مثل وفاة والدتها الخ ثم انتقلت الى تبرير دخولها الى مجال الغناء بالقول انها تعشق امارك أي الموسيقى و مع توالي الايام و الشهور و السنوات وجدت هذه الفنانة نفسها تدافع عن القضية الامازيغية بالقوة الى جانب الرايس اوطالب المزوضي  انذاك و حاولت نشر الوعي بضرورة ادراك المجتمع لهويته الامازيغية و الدفاع عنها و اتذكر جيدا في  سنة 1995 استمعت لقصيدة تتحدث عن حروف  تيفيناغ و كون الانسان الامازيغي يعيش في النسيان الثقافي الخ و كنت في ذلك الحين مازلت طفلا عمره هو 11 سنة .
ان الحديث عن الدين في شعر تاباعمرانت هو حديث طويل لا نهاية له بحيث انها تبدا في  اغلب قصائدها باسم الله او الدعاء لرب العالمين بالعفو ..
 و ركزت هذه الفنانة في شعرها الديني على توعية المراة دينيا و اجتماعيا و في هذا السياق هناك قصيدة تدعو النساء الى تعلم القراءة و الكتابة من اجل تحسين مداركهن و الاعتماد على انفسهن في كافة ميادين  الحياة العامة و الخاصة مع ازواجهن.
و لها موقف واضح تجاه حرية المراة بحيث ان تاباعمرانت ترفض الحرية المطلقة بل الحرية التي تتناسب مع مقاصد الشريعة الاسلامية و ترفض تدخل السلفيين في شؤوننا الثقافية قصد تحريم مشاركة النساء الى جانب الرجال في بعض الاشكال الفنية مثل احواش او فن الروايس كانهم يكفرون تقاليدنا الضاربة في القدم او انهم يريدون الرجوع بنا عصر السالف الصالح في شبه الجزيرة العربية .
و على أي فموضوع الشعر الديني لدى تاباعمرانت كما قلت هو طويل و متعدد الوظائف .
و في الختام اتمنى لهذه الفنانة مزيدا من النجاح في حياتها الشخصية و الفنية و كما اتمنى لقاءها في يوم من الايام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق