بالمغرب تتزايد مقاومة المحرومين من حقوق المواطنة، من البيضاء أكبر مدن المغرب إلى أبعد أطراف البلاد ( الناضور بالشمال، يوعرفة في الشرق، تارودانت في الجنوب، خنيفرة في الوسط...) المحرومون من السكن، العمال، ضحايا البطالة، المدافعين عن الموارد الطبيعية، مناضلو حقوق الإنسان، الصحفيون النزهاء... يتعبؤون، يقاومون، يتحملون مسؤولياتهم... أما الخوف الذي عاد شبه مولود بدواخلنا ( بسبب قرون من الرعب المخزني وبسبب العهد الدموي والتاريخ الدموي للحسن الثاني ) فبدأ يترك مكانه للجرأة والشجاعة وإلى الروح القتالية وإرادة تغيير المغرب والتصميم على التطور... والتحرر من الأغلال المخزنية.
إن القنوات الإداعية والتلفزية العمومية وقنوات أصدقائنا ( وخاصة أعمامنا الأعزاء جاكو و ساركو ) وصحافة الأحزاب الملكية وأشباه المثقفين الملكيين المدافعين عن القيم "المقدسة" تم آخر الملتحقين بحضيرة المخزن وكل هذه الجوقة التي لا تعمل سوى التملي "بمحاسن" "أجمل بلد في العالم" ولا نجد لها من حس إبداعي سوى ما تعلق بإبراز مؤهلات العهد الجديد؛ ليس لهم من خيال مبدع سوى لتحقير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وقوى اليسار الجدري والمعارضين الإسلاميين الرادكاليين ومن أجل نقد كل الرافضين تزكية المهازل الإنتخابية المعدة من طرف القصر ومحيطه ، المشكل من القوى المحافظة المتعددة الأوجه، المشهرين رجعيتهم أو أولائك الذين يغلفونها بمظهر يساري وكذا أشباه المثقفين، الذين تحولوا، باسم الواقعية السياسية والخصوصيات الوطنية، إلى كوابح تحاول توقيف عجلات التاريخ الذي لا يمكن أن ينتظر المتخلفين أو المترددين.
لقد فهم المواطنون المهدمة مساكنهم بالبيضاء، والمعطلون بالناضور والحسيمة وتارودانت وعمال خريبكة وسكان بوعرفة وفلاحو أيت عبدي بخنيفرة وطلبة مراكش وفاس... وبشكل جيد أنه لا يمكن انتظار شيء من دولة المحظوظين ولا من "منتخبين" لا شرعية شعبية لهم، همهم الوحيد إلتقاط الفتات والفضلات من تحت طاولة أسيادهم.
فها هي ذي المقاومة جلية للجميع، بالرغم من كونها (في كثير من الحالات) لا تزال في حالة العفوية.
إن الخلاص لا يمكن أن يتأتى إلا عبر النضال الجاد و الحازم للجماهير الواعية والمنظمة.
إن التغيير لا يمكن نهائيا خلقه من داخل مؤسسات جاءت ثمرة لانتخابات يتحكم فيها القصر وغيره من القوى الخفية للحفاظ على النظام و إعادة إنتاجه على أساس :
السلطة المطلقة للملكية
المالكية كمرجعية في المجال اللاهوتي الإديولوجي
الشوفينية كسلاح "تعبوي" ضد "الأعداء الخارجيين والداخليين"
إن المخزن لا يمتلك أية شرعية شعبية منبثقة عن صناديق الإقتراع (لم ينتخبه أي مغربي أو مغربية)ومقابل ذلك يحاول الإرتكاز على الشرعية الدينية وعلى العصى الغليضة بطبيعة الحال.
فشكرا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تذكر الديمقراطيين الفعليين، كون علمانية الدولة عنصر أساسي في النضال من أجل دولة الحق والقانون. وأن حرية العقيدة مطلب للحركة الحقوقية.
إن المغاربة (نساء ورجالا) الممارسين لعباداتهم يوجدون اليوم بين مطرقة وسندان أئمة المخزن الذين لايظهرون من القرآن ( عبر تآويلهم الخاصة ) سوى ما يزرع الحقد ويدعو إلى الجهاد/القتل وما يبرر اللاتسامح والعنصرية، في حين انتهت بالنسبة إليهم ثلك الأيام الخوالي حين كان المتعبدون من أجدادنا يؤدون صلواتهم باطمئنان في الطبيعة ودون أي "مرشد روحي".
ففي وجه مغرب السياحة الجنسية ومغرب المحظوظين، ينهض واقفا مغرب الكرامة، مغرب المقاومة، مغرب الأمل.
مقال للرفيق علي فقير
المحمدية في:فبراير2010
ترجمة الدريدي الطاهر(بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق