الخميس، 18 مارس 2010

أي منهج لرد الاعتبار وفرض الوجود؟؟

اسمح لي أن أخاطبك باللغة العربية الفصحى، كلغة اكتسبت من خلالها علما ومعرفة…وهي قريبا نفس الأفكار التي سأخاطبك بها لعلك تفهم القصد من الكلام دون إعطاء حكم مسبق مند الوهلة التي تقرأ فيها ما في السطور…كما أتمنى أن تفهم عمق المعنى وتغص في الأسطر والكلمات وتعطي لكل حرف حقه في النطق،وتفهم كل كلمة على دلالتها، وكل عبارة على معناها..رغم عربية كل حرف وكلمة خطت في هذه الأسطر المتواضعة،…كما أرجوا ألا تقيد الغيرة روح الموضوعية فيك…، فاسمح لي إذا ما قصرت في( لغتنا الأم)*الأمازيغية* فأنا أجد نفسي اللحظة عاجزا عن الكتابة بحروفها في هذا الموضوع الحساس، لا لشيء سوى لأني أفتقر إلى رموز لغتنا، ولست أملك القدر الكافي منها لكي أبدع…فلكي يكون الإنسان مالكا لشيء لا بد أولا أن يكون عالما به تمام العلم… وأنا أجد اللغة الأمازيغية عاجزة عن التعبير عما يدور في دهني من أفكار..أو بالأحرى عاجزة عن إيصال الأفكار المختمرة في عقلي التي اكتسبت بلغة غيرها…((لغة السيادة،و لغة العلم)) أما لغتنا الأمازيغية فلا تحمل غير وظيفة الحوار والتواصل والتفاهم مع الأصول، وأبناء ثقافتي التي تصنفنا عامة ضمن الهوية الأمازيغية لسبب رئيسي يكمن في التشابه في لكنة اللسان، وكذا تشابه نظرتنا إلى الوجود وإلى الحياة... وأسلوب العيش والسلوك، بفعل تجدرنا من جذور شجرة أصيلة وعريقة، أطلق عليها التاريخ اسم (شجرة أو سلالة الأمازيغ)، ومن جذور تلك الشجرة نتغذى من ثقافة موحدة مما جعلنا رغم تباعدنا وتشتتنا…نتذوق نفس المصير ( )... ولا أقصد من قولي الطعن في هذه اللغة العريقة، فلا تنسى أني مثلك تسري في شراييني دماء أمازيغية أصيلة وعريقة…، ومن البديهي أن أغار على (لغتي الأم)،ومن ثقافة أبائي و أجدادي..ووثيقة الهوية الأمازيغية هي وحدها من يثبت وجودي في العالم كإنسان له مجد وتاريخ عريق، وبانتمائي إلى شجرة الأمازيغ أكون قد حققت وجودي كذات تنمو بقيم ومعتقدات أصولي، أتبت بها هويتي الأمازيغية المتميزة بثقافتها الخاصة…
ومادامت اللغة الأمازيغية قد أصابها عطب، يتمثل في تطاول يد العروبة عليها (في خنقها وطمث صراخها لسنين طويلة) فقد أصابها شلل لا يسمح لها في الوقت الراهن عمل عملها المنوط بها، والمتمثل في التفكير والإبداع وتلقين العلوم والمعارف لخدمة البشرية…ولست من أصحاب الرأي الذي يفقد الأمل في قدراتها…وإنما أختلف كل الاختلاف مع التيار الذي يتبع عواطفه الهياجة العمياء، والذي يسير على خطوات أفكار معاقة تنتهي به كمسحور إلى الهاوية، فتسمع بأصحاب هذا التيار قد اعتقلوا في غياهب السجون لتشدد أفكارهم وتطرف معتقداتهم فتميزهم من أقوالهم التي لا تكون خالية من أحاديث عنصرية على كل من يتحدث اللغة العربية، وعلى ثقافة الأعراب بدعوى أن الأعراب والإسلام هم المسئولون عن وضعية الأمازيغية المزرية؟؟
مثل هؤلاء هم من لا يحقق للقضية سوى الالتباس، وتشويه سمعة باقي الأمازيغ..بعد أن يلطخ وجه الأمازيغية بمثل ما لطخ به الإرهابيون وجه الإسلام وقدسيته…ولست أعني من قولي هدا التشاؤم من أي نتيجة قد يخرج بها أصحاب هدا الرأي والتيار الأخير…وإنما أتشاؤم من المنهج الذي يحتكم إلى قوة العواطف في بناء أي فكر تنويري ، إصلاحي، مطلبي، تغييري…وحبذا لو نحثكم إلى منطق العقل في بناء أي فكر يصبو إلى التغيير،لأنه المنهج الوحيد الذي يمكنه أن يحقق نتائج نفعية…بلغة التسامح والخطاب وليس بلغة الضغينة والحقد…وبلغة الحيلة والتفكير وليس بلغة الفوضى…وهي اللغة والمنهج الذي سينفخ في حروف (تيفيناغ) روحا جديدة، ونفسا عميق يعيد الحياة للغة الأمازيغية التي أخذت منحى الانقراض والنسيان…
لكن السؤال المطروح هنا، هل حقا سينفع الحوار في مثل هده القضية الشائكة التي تمس بالهوية؟ وهو اللغة التي استنفدها المناضلون مند أن تشكل الوعي بالوجود لدى سابقينا من المناضلين؟
لا أخفي عليك أن شعلة الغيرة تحرق كل عرق من جسدي، وتهيج كل عصب من بدني كلما تأملت مليا في السياسة (الممنهجة) التي تنهجها الدولة من أجل قبر اللغة الأمازيغية، والثقافة الأمازيغية ،والهوية الأمازيغية…، وتطلعها إلى محو كل ما هو أمازيغي من الوجود عن طريق (التعريب)…باستخدامها (سياسة الحيلة) التي تزيدنا نحن الأمازيغ وعيا بهوياتنا، ومجد تاريخنا، وعراقة تراثنا…،وبمقدار العنصرية والحقد الذي يكنه لنا أغلبية من العرب الهمج..وكدا استعمالها(سياسة العصا) المتمثل في القمع الذي يبرهن على عجز حيالهم معنا،وعلى ازدياد قوتنا كلما تلقينا ضربات غير قاتلة تزيد من قوتنا، ومن صمود أقدامنا في خدمة القضية التي على أساسها نحيا وعلى أساسها نموت، وليس خادم القضية فقط المعتقلون في السجون المخزنية، وإنما خدمة القضية مسألة مبدأ يمكن أن يعرف خادمها من الزفرة الثقيلة التي تأبى الصعود لما يتشكل عند الفرد الأمازيغي وعيا بوجوده وبالاضطهاد الذي تمارسه عليه الدولة بتهمة تجدره من سلالة الأمازيغ…
كل ما أدعوكم إليه أيها المناضلون الأحرار اخدموا القضية من قريب ومن بعيد..في كل بقاع ( بلاد تمازغا) عامة، أن تأخدو نفسا عميقا، وتفكروا بعقول صافية، خالية من أي شوائب يمكن أن تقف عائقا أمام تحقيق النصر المنشود…فإن كانت اللغة الأمازيغية لغة عقيمة، وهدا ما لا يجب أن ندع فيه حواسنا تخدعنا، وتمنعنا من أن نشك فيه..فلنضاجعها في مكتبات الحكمة بكل شراهة وبتقنيات ومواضع مختلفة لعلها تحبل من أحد حكمائنا..وتنجب لنا إنجازات تعرف كيف تشق طريقها نحو التقدم والتطور من أجل بناء حضارة أمازيغية في خدمة البشرية في شتى المجالات…وفي رأيي الذي لا يشاركني فيه أحد،أرى أن النصر قريب بقدر ما أراه بعيد عن فكرنا…فليس هناك نصر بدون كفاح..ولا حياة بدون موت..والثورة وحدها الكفيلة لتحقيق نصرنا ورد الاعتبار لأنفسنا بفرض وجودنا بالقوة..ولا تورة من دون دم أحمر نصحح به أخطاء التاريخ المحرف…فإن كنا كمناضلين نسعى إلى فرض وجودنا فليس من طريقة لدالك سوى بالاتصال بالدولة عن طريق الحوار مع من أنكروا وجودنا..وهو الحل الذي استنفذناه معهم…، لذلك يبقى الاستقلال والانفصال عمن أنكروا وجودنا هو الحل الأخير الذي لا يقبل غيره…
فالوجود معناه طرد موجود والحلول محله، وهي الفلسفة نفسها التي نهجوها معنا قبلا ( لعبة الحجلة ) والعدالة تقتضي أن كل نظام يولد لابد أن يكفر عن خطيئة الميلاد بأن يفني ليوجد نظام جديد…
بقلم: صاحب الموقف المكتوب بخط اليد..سناني
سناني - تن إغير.
طالب شعبة الفلسفة – مراكش
snani_2007@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق