الاثنين، 1 فبراير 2010

الله.الوطن.الملك .. الاستبداد المقيت

قبل الشروع في تدبيج هذا المقال سمعت الكثير من الأناشيد الوطنية للعديد من الدول وخصوصا تلك التي تُدرج في خانة الدول الديمقراطية بل حتى تلك الإستبدادبة من قبيل مصر وتونس مثلا،ولم اسمع ولم أجد شعارا أكثر عنصرية وتخلف أكثر من هذا الشعار-الله.الوطن.الملك-حينما تدبج دولة ما شعارا مثل هذا وتأمر جيوشها ومخابراتها بحفظه عن ظهر قلب،لا بل و ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية احتفاء وحفاظا على هذا الشعار الأبله..حينها إقرأ السلام على هذه الدولة وعلى شعاراتها ووطنيتها وأيضا

على مخططاتها الغبية..لكن الذي يدمي القلب هو أن حكامنا-المقدسين-الذين يتألهون علينا في هذه الأرض وينصبون أنفسهم بعد الله والوطن دون أي خجل وفي زمن ترتيبه القرن 21..إنما يحتقروننا أبغض احتقار ومع ذلك تجد طغمة النظام ومن يمشي في فلكه يهللون بقدوم عهد يسمونه زورا وبهتانا وارتزاقا بأنه-العهد الجديد-ملك يخنق شعبه بيد من حديد ومع ذلك يقول لنا إنه عهد جديد..ملك يستبد بشعبه عبر دستور والده المستبد الراحل وبشعاره ونشيده-الوطني-وبروتوكولاته الضاربة في عمق التخلف ومع ذلك يقولون أنهم-عهد جديد-تعذيب واعتقال وإهانة واحتقار لأبناء هذا الشعب ومع ذلك يزعمون دون أن يرف لهم جفن أنهم-عهد جديد-ملك مهووس بحب السلطة-واللْعاقة وليزافير-ومع ذلك يقولون أنهم-عهد جديد-...وكل هذا عبر شعارهم-الله.الوطن.الملك-إن كلمة الله هنا والنشيد ككل أقحم من طرف رائد الرجعية المتزلفة المدعو علال الفاسي الذي قبض ثمن نشيده من مخابرات الراحل محمد الخامس وولي عهده آنذاك الحسن الثاني..وأقحموا كلمة الله ليدوخوا بها الجماهير آنذاك وليخلطوا ببشاعة البشاعة،الدين بالسياسة وليصبح الملك هو الله في لا وعي الجماهير والله هو الملك..أما إلاه الجماهير اليوم فهو الخبزالمفقود الذي أصبح أمر من-الرهج-فْهاد لبلاد الكحلة- والديمقراطية المُغيبة..لذلك بدأنا منذ مدة نسمع المواطنين يتهكمون في المقاهي والأنترنيت والملاعب الرياضية عن هذا الشعار الماضوي-العلوي-المتخلف حتى أنهم اعتقلوا شابا فقط لأنه عبر عن رأيه تجاه هذا الشعاربإزالة كلمة ملك ووضع مكانها فريقه المفضل-البارصا-مليكنا الزين-لا يتصور أن نُعجب كجماهير بأي شيء فوق الأرض غير جلالته..يجب أن نفطر على إسمه ونتعشى على إسمه أيضا-زعما..كيطبقوا عْلينا ديك الآية القرآنية ديال-وهو معكم أينما كنتم-زعما..الله وبْلا فلسفة...الأخ كيخاف لا ننْساوه..ما تخافش آخويا..راك فالدرهم..ااو فال50درهم...أووفين ما مْشيتْ كنلقاك..فالتصاور..فالرومبوان..فاللوحات الإشهارية..فكل المجالس العليا ديال الما..ديال الضو..ديال...فالمجلس الوزاري..فالحبس..فالكوميساريات..فالجْوامع..فالسبيطارات..فالمخبزات..فالخيريات..عند موالين الدروكريات..فأونا..فالحْليب..فالزيت..فْبيمو..وتْكووول واش مْخلي شي بْلاصة وومامعمرهاش..يا لطيف..يا لطيف..يا لطيف..هاد الأخ محمد السادس ما خلا للحسن ما يْكول..كالليه مكتعرف والو..ناري..ناري..عْلى استبداد..واالحسن الثاني كاع ع عْ..وماكانش بْحال هاكا.على النظام أن ينظر في المرآة حتى يرى وجهه ومنظره البشع وهذه المرآة عليه أن يبحث عنها في عيون المغاربة اليوم..في عيون المغاربة غضب جارف وحقد كبيرعلى هذا النظام الإقطاعي.في عيون المغاربة شرر يتطاير حنقا على من يستعبدهم كل دقيقة وحين..على من يستبلدهم..على من يفرض عليهم تكرير وحفظ نشيد غبي ورجعي وعنصري..على من يجوعهم ويفقرهم كي يبقوا أوفياء لفُتاته..حنقا على نظام يهدر الملايير عند مكاتب الدراسات الغربية كي يبقي شعبه مثل أسير يطمع في الذي سيأتي من وراء هذا النظام الفاسد ولا شيء سيأتي غير الدمار تلو الدمار..في عيون المغاربة اليوم حقد كبير يكاد ينطق ضد نظام يخنق الشرفاء ويحاصرهم ويصنع يوميا آلاف المتزلفين والمخابراتيين والمرتزقة..إن شعارك يا أيها النظام الإلهي هو شعار عنصري..فحينما تفرض على المواطنين الهتاف بكلمة الله فإنك تقصي كل المواطنين الذين لا يدينون بإلهك..وحينما تفرض على المواطنين بل تجبرهم على الهتاف بكلمة الوطن وتفرض عليهم أن يكونوا شوفينين متعصبين لوطن لم تُرسم حدوده بعد فإنك تُشرعن لبلاد إما هي استعمارية وإما هي متهاونة بل وخائنة في استرجاع أراضيها-سبتة ومليلية والجزر الجعفرية مثلا-وأيضا تقصي العديد من الجماهير التي لا تتفق مع طروحاتك وتصوراتك للوطن ومفاهيمه..أما حينما تأمرهم تحت طائلة السجن والعقاب بالهتاف بكلمة-ملك-فأنت هنا تحكم هذا الشعب رغما عن أنفه وبقوة السلاح وتقول في وعيك ولا وعيك أن الملك والملكية باقون هنا كما الله..وأن الشعب عليه ألا يختار أو يعبر عن شكل الحكم الذي يرتضيه..إنك ببساطة تحاصر أي أمل في التغيير..إنك بطريقة أو بأخرى سيكون عهدك أكبر عهد يثير القلاقل والثورات..إن كل المؤشرات تشير وتؤكد ومع كامل الإحترام ،أنك آخر ملك..كما عنون جون بيير تيكوا كتابه الشهير عن المملكة المغربية.

م.علال الفجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق