يتحدد صنف اللغة الأمازيغية وفقا للتعريف الأنتروبولوجي ، وعلى غرار لغات أخرى في كونها من بين اللغات الأفرو-آسيوية (AFRO-ASIATIQUE) القديمة ، التي تمتاز بمعجمها وقواعدها التركيبية و الصرفية والنحوية الخاصة بها ، وتنقسم إلى ثلاث مائة (300) فرع صغير ، وأحدا عشرة (11) فرعا كبيرا ً( تمازيغت ، تريفييت ، تشلحييت ، تقبايلييت ، تمزمبييت ... ) ، توحد الفروع الصغيرة حسب القرب الجغرافي –اللسني (GEO-LINGUISTIQUE) ، موزعة على كل بقاع تامازغا . إلا أن الإشكال الوارد والمطروح ، وفي مثل هذه الظرفية بالذات التي تخلد فيها كل الشعوب يومها العالمي للغة الأم ، يتأتى في أية صيغة سيتم بها التجاوب مع اللغة الأمازيغية في ظل ما تقره المواثيق الدولية ، وما تسعى الأنظمة الحاكمة إلى تحقيقه ؟
لقد سبق وأن تطرقنا في مقالات سالفة إلى وضعية اللغة الأمازيغية عموما ، وموقعها داخل المنظومة التربوية ، خاصة بعد الضجة والحرب الإعلامية المنشوبة مؤخرا بين المجلس الأعلى للتعليم ومجموعة من الإطارات الأمازيغية المحدودة التصور، حيث سيقدم الأول تقريرا حول وضع اللغات بالمغرب لمنظمة اليونسكو خلال هذه الأيام ، في انتظار رهان وخبايا شهر يوليوز ، في حين أن الثاني لا يبعد عن فلك المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلا بأسماء لتنظيمات جديدة ، كالمرصد الأمازيغي للحقوق والحريات ومن حوله ، ظنا أنهم سيوهمون دوي النضال الشريف بالاستقلالية والديمقراطية .
في الأخير، وعوض الجزم المخالف والمناقض للطرح النسبي، نحبذ وفقط إجراء مقاربة حول ما جاءت به المواثيق الدولية بخصوص الحقوق اللغوية والثقافية ، وضرورة العناية بها عناية تامة ، إذ خصصت اليونسكو حصصا ومبالغ مالية قصد تشجيع البحث في هذا الاتجاه ، سعيا لتقوية التنوع والغنى اللغوي والثقافي العالميين ، في مقابل السياسات اللغوية للأنظمة السياسية الحاكمة في كل بلدان العالم ، وببلدان شمال إفريقيا خاصة ( تامازغا) ، القائمة على فلسفة جوفاء مصطنعة ، تحمي لغة و إيديولوجية الحاكم على حساب لغة الشعب الحقيقية ، كما هو الشأن بالمغرب وباقي بلدان إفريقيا الشمالية ، وذالك عن طريق سياسة التعريب و أدلجة اللغة ، لبناء الوهم وتشييد الخرافة.
عن : رجب ماشيشي ( أسافو ) - تن إغير.
طالب باحث - الدراسات الأمازيغية
أكادير
بتاريخ: 23/02/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق