الأربعاء، 24 فبراير 2010

في السؤال الواقعي!

كريم باقشيش ، واشنطن
سأحاول من خلال هذه الأسطر أن أبسِّط قدر الإمكان أهمية طرح السؤال في حياة الفرد والمجتمع،لن أدخل هنا في زوبعة السؤال من منظور الفلاسفة وآختلافاتهم وذلك لتجنب أي آلتباس ومن تم قد تكون للقارئ فسحة لتتبع الموضوع وإبداء رأيه مباشرة دون أدنى تعقيد .

سأضع أولا العنوان تحت مجهر،أسمِّيه مجهر التعريفات البسيطة لكشف الأسرار البسيطة ،فالعنوان عبارة عن تعجب : في السؤال الواقعي ! ماذا تعني كلمة سؤال ؟ ولماذا صفة الواقعي ؟ ولماذا في صيغة تعجب ؟ أولا كلمة سؤال تعني محاولة البحث عن الوضوح في أمر مبهم ،بعبارة أخرى : كشف المجهول وجعله واضحا لإزالة اللبس ، صفة الواقعية إستعنْتُ بها لإضفاء روح الوضوح على السؤال وجعل محاولة البحث عن الجواب تتسم بالجدية ،أما صيغة التعجب فسأترك المجال للقارئ ليكشف عنها بنفسه لاحقا .
فمن حق أي انسان أن يتساءل ،ومن حقه أن يناقش ، إذ أن في الأمر محاسن قد يدرك بها الإنسان جوهر حقه في السؤال والنقاش ، فكما يقال أن السؤال نصف الجواب ، فربما أن النقاش يملك بدوره النصف الثاني للجواب ، قد نشخِّص المعادلة رياضيا ونكتب : السؤال + النقاش = الجواب ،معادلة من الدرجة الأولى بمجهول واحد (السؤال) ، هنا لدينا معطى واحد : النقاش ويستلزم الأمر حضور شروطه والأدوات التحليلية لأجل الوصول إلى جواب مقنِع ومن تم تنتفي صفة السؤال الغامض وينجلي المبهم وتُحل المعادلة .
هنا أيضا يطرح وبقوة سؤال شروط النقاش والأدوات التحليلية ؟ أقول وبهدوء أن شروط النقاش هي الهدوء وقوة الحجة والإستعداد لتقبُّل الرأي المقنِع ،أما الأدوات التحليلية فمصدرها التعقُّل والجدية في نقاش الأمر لأجل الوضوح ، فإن تحلى الفرد بهذه الأمور فمؤكد أن النتيجة ستخدمه هو ومتحاوره ،من تم تتسع الرقعة لتشمل الآخرين .
كنت قد تساءلت و ناقشت في مقالات سابقة بعضا من مفاهيم الديكور السياسي في المغرب : الإنصاف والمصالحة ، الإرادة السياسية ،الإنتخابات والديمقراطية ، الإستمرارية الخادعة،... كانت الخلاصة دائما واضحاهي أن للمفاهيم نسقها وبراءتها وأن ممارسيها يجعلون منها مكياجا كل حسب بِشرته السياسية ، فهل للسؤال الواقعي مكانة بين هذه المركبات اللاوقعية ؟ وهل هناك آفاق لكون الفرد مستعدا لحمل مشعل التغيير آنطلاقا من توسيعه لرقعة التساؤل و النقاش وحشد الآخرين في نفس الإتجاه ؟ أسئلة تطرح نفسها علها تجد آذانا صاغية في أفق إيجاد سبيل لها صوا ب حلبة النقاش .
karim bakchich -washington-usa

karimbak@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق