بقلم: عمر زنفي ( اسيف ن دادس ورزازات )
zanifi@gmail.com
عجيب امر الدولة المغربية حكومة و شعبا نخبا سياسية و مثقفة . وليس غريبا من منظور انتربولوجي و سوسيوثقافي في حال شعب يعيش ازمة حقيقية الاخطر منها على الاطلاق .ازمة مهما كتب كتاب المغرب و صحافيوه لم يستطع احد منهم ان يتوصل اليها او تكون لديه الشجاعة
الكافية للتطرق اليها و الجهر بها .هذا لانه بكل بساطة لانها حقيقة جد مرة. و النبش فيها قد يضرب عرض الحائط بكل تراكمات الكدب على انفسهم اولا ثم على التاريخ ثانيا و على قرائهم الشعب المغربي و الإنسانية جمعاء ثالثا . و الازمة التي نحن بصدد الحديث عنها هي ازمة الهوية التي هي ام الازمات و اخطرها على الاطلاق .
عندما يتعلق الامر بالشان الامازيغي الكل يهلهل من هنا و هناك كل من مكانه يدلو بدلوه .فهده صحافة غير حرفية تذكرنا ب "الظهير البربري" و سنوات الرصاص في اعمدة غير مسبوقة في تاريخ الصحافة و باسلوب لا يمد باسلوب الافتتاحية بصلة .و هذه أحزاب تذكرنا و تهددنا بسنوات بريشا و اللطف و" اللطيف" ووحدة الامة الواحدة للحفاظ على شرعيتها الدينية وولائها للعروبة .و تللك جمعيات و جماعات تفتي كما يحلو لها و تذكرنا بالغزوات الإسلامية و بسالة الامازيغ بالاندلس حفاظا على مناصبها و امتيازاتها التي يضمنها من نصبوهم للترويج لقضاياهم ما دام الدفاع عنها لا يتطلب منهم العيش مع المعنيين في السراء و الضراء تحث بنادق اسرائيل و بنادق المجتمع الدولي .
و عندما يتعلق الأمر باعتقال النشطاء الامازيغ او قمع النهضة الامازيغية و ثوراتهم بالجبال و الأحياء المتخلفة عن ركب المغرب النافع .فلا احد يجرا على التطرق الى هدا الموضوع سواء الصحافة المكتوبة ,المسموعة و المرئية المخزنية و لو حتى الخاصة منها المفروض الا تخضع لاوامر ام الوزارات و وصاية شيوخ الاحزاب .و ادا ما حصلت هده المنابر على رخصة النشر فقد تصف الحركة الامازيغية التي حرصت على شمال أفريقيا الواحدة الموحدة و المغرب الواحد الفيديرالي الموحد ,قد تصفها بالانفصالية و الشوفينية .و قد تنعت رافعي العلم الامازيغي بالمتطرفين و العملاء ...
ما جرنا الى هذا الحديث هو حادتثان رئيسيتان عرفهما المغرب خلال الشهرين الماضين . احدهما الزوبعة التي أثارتها الانفصالية امينتو حيدر و ما ترتب عنه من نقاش و شجب و تغطية صحافية لا مثيل لها .و ثانيهما حدث ثورة امازيغ القبايل الجزائرية و التعاطي غير المسبوق للدولة المغربية و أجهزتها الإعلامية المسموعة,المكتوبة و المرئية مع الحدث .
انفصالية رغم انف المتياسرين و الاحزاب الذين تورطوا تاريخيا مع الانفصاليين بدافع اواصر العروبة و الايديولوجية الواحدة .فالامازيغ لن يقبلوا بان تكون اراضيهم هذفا لمزايدات قبائل ازحفها العطش من الشرق الى شمال افريقيا و افراد/جنيرالات و نخب سياسية فاشلة يعانون ازمة هوية اعمتهم حتى عن واجبهم الوطني بالاحتفال برموزهم التاريخيين الذين ابو ان يبيعوهم بثمن بخس مقابل استقلال شكلي ...و اصبحوا الان يحتفلون بالخونة و الانفصاليين الذين افقروا الشعب المغربي و شتتوا شمل الامازيغ ضحايا الهجرة المشؤومة .
ماذا نستنتج هنا ؟ان المغرب حكومة و شعبا كالقط لا يكترت الا لمن يشد على حنجرته و انفاسه.اذا كان الاعلام يعتم على انشطة الحركة الامازيغية و احداث و ماسي مناطق المغرب غير النافع و يتعاطى بكل اهتمام و تفصيل مع احداث اشخاص ومناطق تهدد وحدة هذا البلد,فما هي الدريعة التي يختبئ ورائها العروبيون كلما طفت الحقوق الامازيغية على سطح الاحداث؟ .و اذا تعاطت مع هذه الاحداث فمن باب تلويث سمعة رموز القضية الامازيغية او الانحياز لطرف ند او نقيض القضية الامازيغية من التيارات العرقوبية احزابا كانت او نخب سياسية او تيارات الساحة الجامعية.
وغير بعيد عن المغرب و عن نفس القضية و المنطق ,فقد تعاطت الصحافة المغربية الكتوبة و المرئية كسابقة من نوعها مع احداث الاحتفالات بالسنة الامازيغية بالجزائر و ما صاحب ذلك من مسيرات الحركة الامازيغية للاستقلال القبايل الجزائرية و التي تعرضت للقمع كمثيلاتها عبر تاريخ الحركة الامازيغية بشمال افريقيا عموما و الجزائر خصوصا . فاذا كان هذا التعاطي له درائعه السياسية في اطار حسابات سياسية بين جنرالات الجزائر و خدام ووارثي القومية العروبية من المرحوم صدام حسين ,فان هذا التعاطي اسقط الدولة المغربية نخبا سياسية كانت و مثقفة في فخ التناقض و انفصام و تشنج داخلي خطير.فلماذا لم تتحرك الصحف المغربية عندما كان يسقط و يزهق جنرالات السيد عبد العزيز بوتفليقة ارواح شباب القبائل في الربيع الامازيغي الاسود عام 2003؟ فالصحف و خاصة صحافة رشيد نيني الامازيغي الاصل,و المشهود له بالعداء لحقوق اجداده , قد ايدت حق امازيغ القبائل في التظاهر و التمتع بكامل حقوقه خاصة تقرير مصيره و الانفصال/الاستقلال عن الجزائر.
و قد تناست هذه الصحف و معها الدولة المغربية ان الامازيغ بالمغرب بالملايين و ليسو مليون ,أي انهم يشكلون الاغلبية و لا يتمتعون بابسط الحقوق المعترف بها دوليا .فاذا ايدنا ما يحدث في القبايل و اعتبرناه حق مشروع و ان قمعه يعتبر جريمة في حق الانسانية ,فلماذا نعادي الحركة الامازيغية و حقوق الامازيغ الاغلبية و الذين يعدون بالملايين ؟ لماذا نعتبر ان حق امازيغ المغرب في تقرير مصيره الهوياتي و الثقافي و الاقتصادي و الاجتماعي , ردة و خيانة و عمالة بل من المحرمات و الخطوط الحمراء ؟ سؤال يجب على الصحف المغربية,خاصة السيد نيني , الاجابة عنه .
ما الدرس الذي نفهمه اذن من هاتين النازلتين ؟ و ماذا على الامازيغ فعله كي يحظو بنفس الاهتمام و الاحترام اللذان حظي به الانفصاليين و من تبعهم رواد الانقلابات على نظام المغرب التي راح ضحيتها امازيغ النوايا الحسنة بالمقابل كرم زعماء هذه الانقلابات و الحركات الانفصالية على راس حكومات و مناصب سامية ؟ و على هؤلاء المتنكرين للامازيغ و سالبي اراضيهم انيطلبوا الامازيغ , باعبارهم اغلبية , بكيفية تقرير مصيرهم باعتبارهم اقلية ضمن اغلبية امازيغية . فلن يقبل الامازيغ بتقسيم جهوي بعدما ثم نهب ثروات امازيغ المغرب غير النافع و لن يقبلوا بجهات مكسوة بالقفار و الحجر و الرمال.كما لن يقبلوا بتقسيم جهوي تصفى فيه ما تبقي من الحسابات السياسية على مر العصور .فثقافة المغرب النافع و غير النافع لازالت قائمة و الشلوح و الفواسة ...و على الذين ينتهزون الفرص و الذين ينتظرون من الامازيغ بالانفصال على اراضيهم بالمطالبة بالحكم الداتي او الاستقلال الذاتي ان يستيقظوا من سباتهم ,فالوعي السياسي لم يعد حكرا على خريجي جامعة السربون و نخب اهل فاس .
اذا الامازيغ يوما ارادوا الحرية فلابد ان يشهروا بقضيتهم بمراسلة زعماء العالم لتحميلهم المسؤولية التاريخية , و نسج اواصر الاخوة و الصداقة مع الشيطان اذا ما تطلب الامر كذلك . على الامازيغ ان يتصرفوا على ارضهم كاصحاب ارض و ليس كمستوطنين او مهاجرين سريين او منكوبي الحرب او الكوارث . فالانسان الامازيغي سئم الانتظار و العيش على الهامش و الاكتفاء بالاحتجاج و التفرج على الذين انتقلوا من حالة التفرج/النظري الى العيش الحقيقي التطبيقي . فالذي لا يستحيي من نفسه ,ضميره , تاريخه قد يفعل السوء مما يشاء . فعلى ما يبدو فهؤلاء ليست لهم اية نية بالمصالحة مع دواتهم فهم لا يعيرون أي اعتبار لمطالبكم المشروعة . فهذه شبه قناة امازيغية 8/1 من القنوات الرسمية الناطقة بالعربية لاغلبية شعب ينطق باللغة الامازيغية و هذا المجلس الاعلى سيلغي مشروع مهزلة تدريس اللغة الامازيغية او قد يدفع بتدريسها بالحرف الارمي . فالذي يعيش على شبر من هذه الأرض له الحق و يجب عليه أن يتصرف في جهته و موارده و تسيير شانه في انتظار تحقيق مطالب أعظم . فالفقر و التهميش و الفساد لن يكف و لن ينتظر حتى نحرر تمازغا او نحقق دستورية الهوية و الإنسان و اللغة الامازيغية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق